السعادة الوظيفية for Dummies
وعند توفير مثل هذه الأجواء يشعر الإنسان أن حضوره للعمل بصورة يومية لا يُعد عبئا وإنما متعة.
عنصر الموظف، كل هذه الأمور التي تحدثنا عنها هي من أجل زرع جودة من السعادة الوظيفية، ولكن لمن؟ الإجابة واضحة: للموظف، ولكن ما دور الموظف من كل هذا؟ هل يجلس الموظف من غير عمل ويطالب بتوفير السعادة الوظيفية؟ لا أعتقد أن الإجابة تكون بـ(نعم)، وذلك بسبب أن الموظف هو العنصر الأساسي في كل هذه المنظومة، سواء كان موظفا يعمل في المكاتب الأمامية أو هو المسؤول الأول عن المؤسسة، فالكل موظف.
مفهوم السعادة المهنية في العمل وكيفية تحقيقها للموظفين
إذا كان هناك جو عام إيجابي، وتعاون بين الزملاء، ودعم من الإدارة، فمن المرجح أن تزداد سعادتك في العمل.
وضع هدف معين والتركيز عليه: يعد أساس السَّعادة في الحياة العملية وضع هدف محدد والعمل عملاً جاداً ومتواصلاً للوصول إليه، وطريق الوصول إلى الهدف مليء بالمتعة والإثارة، والوصول إليه هو قمة السَّعادة.
وهناك الكثير من الأمور التي يجب أن يتقنها الموظف – أيًا كان منصبه – فلا يعتقد أنه من يتبوأ منصبًا كبيرا أصبح بعيدًا من المسؤولية، بل على العكس، فكلما ارتفع في منصبه تكالبت عليها المسؤوليات والمهام، لذلك فليفكر في هذه المقولة: «في اللحظة التي قبلت فيها أن تكون مسؤولاً فقدت حقك في التماس الأعذار، فإما أن تكون المسؤول بالفعل أو غير مسؤول».
من جانبه، رأى محمد حمدان بن جرش السويدي الرئيس التنفيذي للسعادة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات أن التحلي بالإيجابية مدخل مهم للإنتاجية والإبداع، مشيراً إلى أن الدولة ركزت على بناء الإنسان وامتلاك المعرفة لأننا في زمن من يمتلك المعرفة هو الشخص المؤهل للمنافسة والريادة، وعندما جاء التوجيه بتعيين رئيس تنفيذي للسعادة في كل مؤسسة كان اتحاد كتاب وأدباء الأمارات متجاوباً ومن أوائل الجهات التي قامت بالتعيين فوراً.
تُعتبر هذه الوحدة مدخلاً إلى موضوع البرنامج، فهي عبارة عن مقدمة عن السعادة وتأثيرها على المؤسسات، بالإضافة إلى أنها تتناول أسباب الضغط في بيئة العمل وكيفية السيطرة على هذا الضغط.
واجب الإنسان تجاه عمله الالتزام والوضوح والتفاني والإخلاص، فمن الصعب الوصول إلى السعادة الوظيفية مع إهمال الأعمال الموكلة إليك أو تأجيلها أو بالتعامل مع جهات منافسة للشركة التي تعمل لديها أو غير ذلك من التصرفات التي تتعارض مع الإخلاص للعمل.
وأن السعادة الوظيفية هي التوافق والانسجام الكامل بين الفرد ووظيفته وزملائه بشكل ينعكس على تحقيق أهدافه وإشباع طموحه الوظيفي.
أكد رؤساء تنفيذيون للسعادة في جهات حكومية لـ«البيان» أن بيئة العمل السعيدة تعزز إنتاجية الموظفين وإيجابيتهم في العمل، معتبرين هذه البيئة ترسخ لدى الموظفين قيم الولاء المؤسسي وسعيهم لتحقيق سعادة المتعاملين.
بدورها، أوضحت عائشة الدربي الرئيس التنفيذي للسعادة في وزارة تنمية المجتمع، أن الوزارة أولت اهتماماً كبيراً لإيجاد العديد من البرامج والمبادرات التي تعزز مفهوم السعادة لدى كل الموظفين في الوزارة، فضلاً عن المتعاملين الذي يستفيدون من الخدمات الكثيرة التي تقدمها، لافتة أن هذه المبادرات تتنوع في مستهدفاتها ونتائجها تبعا للهدف الذي يوضع بخطط الوزارة التنموية.
لا يمكن للإنسان النجاح بأي أمر دون وجود الحب الذي يعطيه الشغف والاندفاع لهذا الأمر، والعمل أحد تلك الأمور التي لا تشعر بها بالسعادة إن لم تحبه، لذلك إذا أردت السعادة الوظيفية فعليك اختيار عمل تحبه ولا تجعل المردود المادي هو ما يقرر العمل الذي ستعمل به؛ وذلك لأنَّ حاجات الإنسان لا تنتهي، كما أنَّها متغيرة باستمرار، ولا تنسَ أنَّ حاجة الإنسان إلى الراحة النفسية والاستقرار الذي يشعره بالسعادة لا يقلان أهمية عن حاجته إلى الماء والهواء والطعام.
وكالعادة في العلوم الإنسانية، وجدنا اختلافًا واضحًا بين الكتّاب والباحثين نور الامارات حول مفهوم السعادة الوظيفية، نظرًا إلى كونه مفهومًا سلوكيًا لا يظهر بشكل مادي، وإنما يرتبط بالحالة النفسية للعاملين. ويرى بعض الباحثين أن السعادة الوظيفية تشير إلى شعور الموظف بارتباط عاطفي قوي نحو مكان عمله، بجانب ارتباطه واندماجه عاطفيًا وفكريًا في وظيفته، وبأنه مسؤول عن تحقيق أهداف المؤسسة التي يعمل بها ونجاحها، وينبع هذا الشعور من خلال ما تطبقه المؤسسة من ممارسات وسياسات، وعلاقة الإدارة مع العاملين، فكلما اهتمت المؤسسة بسعادة العاملين، زاد حماس هؤلاء العاملين، وحرصهم على أداء وظائفهم بشكل فعال، والتزامهم وولاؤهم.